العدد الأول: سكن

يمر المجتمع الخليجي بتحولات استثنائية منذ نهاية القرن التاسع عشر حتى يومنا هذا، انعكست على مظاهر الحياة الاجتماعية و الثقافة المادية و كل ما ينضوي تحتها من إظهار لهوية الفرد: الهندام، المقتنيات، و بالطبع المعمار. و عندما نريد رصد هذه التحولات و قياسها على المجتمع ككل، فإن أعيننا تتجه فوراً لتصميم المنزل الخليجي؛ المنتج الرئيس الذي يختزل كل الدلالات الثقافية المادية و المعنوية لأفراد هذا المجتمع. تُرى، كيف تسكن العوائل الخليجية؟ ماهي التحولات التي أدت للتكيف الثقافي في التصميم الخارجي و الداخلي للمنازل، وظيفياً و شكلياً؟ و في ظل الوفرة الاقتصادية التي عاشتها دول الخليج منذ الطفرة النفطية و اتجاهها نحو الحداثة؛ كيف تعاملت الحكومات الخليجية مع التحديات الإسكانية و ماهي الحلول التي قدمتها؟ و في هذا الوقت الاستثنائي لجائحة كورونا التي جعلتنا نتعرف على كل زوايا المنزل، كيف تغيرت منازلنا في هذه الأشهر و كيف ستصبح تصاميمنا ما-بعد-الكورونا؟

magazine1.bawtaqah.com
العدد الثاني: الهوية العمرانية

منذ ظهور أدبيات العمران للمدن الخليجية والسردية تتكرر؛ بأن المدينة الخليجية بنيت من ملح، نهضت من غبار الصحراء بهوية حداثية مستعارة من الغرب، ومن ثروة النفط. ولعل أيضًا مشكلة منظّري المدينة الخليجية أنهم يعتبرونها بأنها بلا ماضٍ، أي بلا ماضٍ يُعوّل عليه ويُبنى عليه. وقد تعمقت هذه السردية في عهد الباحثين والخبراء الذين أقاموا سنوات عديدة في المنطقة، وشكلوا سرديات ناجمة عن تفاعل خلفياتهم الثقافية مع المحيط الثقافي الجديد. ومع دخول القرن الواحد والعشرين أشرق علينا عهد جديد نتيجة تراكم خبرات المعماريين والمهندسين الخليجيين الذين درسوا و تدربوا في الخارج، ونقلوا النسخة المنقحة من فلسفة العمران إلى الداخل، النسخة المطعمة بالقيم الأصيلة النابعة من صلب الثقافة الخليجية لكل مدينة، والتي شكلت تجربتنا مع ما عايشناه في أحياء المدن وشوارعها، وما ورثناه من ذكريات الآباء والأمهات والأجداد في ربوعها بالرغم من اختلاف الأزمان. ومع الإشراقة الجديدة في تشييد حضارة عمرانية خليجية ذات طراز واضح، شهدنا تحولات كثيرة في الرؤى التخطيطية والمعمارية التي ترفد حصيلة إبداعية نابعة من المبادئ والمفاهيم العميقة، والرؤى المدروسة التي تقوم على الأصالة وتحتضن الإبداع بعين مشرفة على المستقبل، خالقةً بذلك جمالية بديعة جديدة للمدينة الخليجية نتطلع جميعًا لرؤية نتائج هويتها البصرية. والواقع هو أن هنالك أكثر من نسخة لواقع المدينة الخليجية، وحان الوقت لنشارك العالم نسختنا منها. في هذا العدد نطرح أسئلة كثيرة حول الطراز والهوية في العمران الخليجي الحديث، مع تسليط الضوء على ميثاق الملك سلمان العمراني، ونود فيها استثارة أقلامكم أعزائنا الكتّاب، ونفتح المجال للمشاركات أن تتطرق لأكثر من موضوع منبثق من موضوع العدد

magazine2.bawtaqah.com